الأربعاء, أبريل 24, 2024
آخر الأخبار

2-5-5-2 !!

d970e15e506e7d98640f4c696dcfa002

لا تلبث الساعة أن تقارب الرابعة صباحا إلا وترى عشرات العمال بل مئاتهم _ في مواسم العمل الكثيف (موسم التمور والعنب والخضروات ) _ ينتظرون قدوم سياراتهم في أكثر من محطة في القرية للتوجه إلى أماكن عملهم في الأغوار. معاناة تبدأ من ساعات الفجر الأولى، لا تنتهي في غالب الأحيان قبل عصر اليوم نفسه يعيشها العمال بشكل يومي وتتكرر فصولها كما لو أنها قدر محتوم غير قابل للتغيير.

بعيدا عن الأجر المادي الذي لا يكاد يغطي أساسيات الحياة لدى معظم هؤلاء العمال، وبعيدا كذلك عن الخصميات التي تأكل أجر العامل وتذهب “للمناهيل” الأول فالثاني فالثالث وهكذا والتي تصل أحيانا نصف أجر العامل! وبعيدا أيضا عن هضم حقوق العامل من تأمين واجازات ومخصص نهاية الخدمة … كل هذا وأكثر سنتجاوزه هذه المرة لنتوجه سريعا إلى ما هو أخطر وأقسى : وسيلة النقل !!
أجر العامل الصافي اليومي يتراوح من ” معلّم ” لآخر ما بين 55-85  وفي الغالب لا يتجاوز الـ 65، وأجره الاساسي اليومي قبل الخصميات يتجاوز الـ 90 شيكل، يتم خصم مبلغ 15-25 شيكل أجرة مواصلات من قصرة إلى الأغوار ذهابا وايابا وعادة ما تكون أكثر من الأجرة الحقيقة التي تستحقها الطريق، وعلى أية حال فلنتجاوز هذه الارقام ونتجه إلى ما هو أهم!! سيارات نقل العمال جميعها خصوصية ذات حمولة 4 ركاب و7 ركاب، أشهرها الفورد والمرسيدس وحمولتها المسموح بها قانونيا 7 ركاب، سيارة الفورد في غير مواسم العمل الكثيف لا تقل حمولتها عن 14 راكبا، وتتجاوز الـ 25 عند ضغط العمل ! أما المرسيدس ذات الـ 7 مقاعد فتتجاوز حمولتها الـ 12 شخصا كالآتي 2-5-5-2، وهي ليست خطة لعب رياضية ولا مسألة حسابية وإنما كالآتي: راكبين في المقعد الأمامي بجانب السائق، 5 في المقعد الوسط وعادة ما يكون الترتيب 4 بجانب بعض والخامس مستلقي فوقهم، و5 في المقعد الخلفي بنفس الترتيب السابق، وراكبين من ذوي الحجم الصغير وعادة ما يكونا طفلين في مؤخرة السيارة ” الطّبّون ” !!
وتستمر المعاناة …
فلنتخيّل، لا قدر الله، ان يقع حادث لأحد هذه السيارات الممتلئة بالأرواح _ وقد وقع وأكثر من مرة ولطف الله _، ماذا قد يحصل لو كان حادثا صعبا ؟!!!
قبل يومين وقع حادث بالقرب من حاجز ” جتيت ” العسكري الصهيوني على طريق الأغوار لسيارة كانت تقل 19 عاملا من قريتنا من قرية جوريش المجاورة، وقدر الله ولطف بهم فكانت الاصابات ما بين متوسطة وطفيفة، السنة الماضية وقع كذلك حادث لسيارة عمال على طريق “المعرجات” تجاوزت حمولتها حينها الـ 20 عاملا لشبان من القرية ومن قرية المجدل المجاورة وكاد أن يودي الحادث بأرواح بعض الشبان ومنهم شاب من قريتنا كتب له عمر جديد وهو بحالة جيدة والحمد لله، وقبلها وقبلها وقبلها … فماذا ننتظر ؟! لعلنا ننتظر وقوع مأساة لا تحمد عقباها ؟!

طفح الكيل مع هذا الاتّجار بأرواح العمال الذين هم أخوتنا وآباؤنا وأقاربنا وجيراننا وأحبتنا … فليغضب من يشاء وليحقد من يشاء، فحياة عامل يعيل أسرته أجلّ وأسمى من كل الأموال والأعمال.

هي رسالة عاجلة، قضية لا تقبل السكوت أكثر، ننشرها عبر شبكتنا قصرة نت مطالبين فيها المسؤولين المحليين في قصرة والجهات الرسمية من أجهزة الأمن والشرطة أن يقفوا جميعا وقفة مسؤولة تجاه هذه المعاناة المتجهة نحو مأساة _ لا قدر الله _ ونطالب أيضا أخوتنا العمال أين يكونوا أكثر حذرا ومسؤولية تجاه أنفسهم وأن يصطفوا سويا ليكونوا يدا واحدة ضد هذا الاضطهاد ولنيل حقوقهم كاملة دون ظلم أو تجبّر.

شبكة قصرة نت || www.Qusra.net
2013

عن معاذ طلعت

تعليق واحد

  1. sa7 lseanak

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.