كنا اليوم في ضيافة العم عبد السلام محمد حسن” أبو محمد ” وذلك في جنته الخاصة بين أشجار البرقوق والدراق والكرز والاسكدنيا والعنب وغيرها الكثير الكثير من الخيرات، في منطقة راس العين من أراضي قرية قصرة، تلك المنطقة المرتفعة والمطلة على قرى المشاريق ( قصرة – قريوت – تلفيت – جوريش – عقربا ). أبو محمد رجل مضياف كريم، مزارع من الطراز الرفيع، متعلق بأرضه تعلّق الروح بالجسد، اشتراها دونما على دونم، زرعها بيديه ومنحها الجزء الأكبر من وقته وجهده، لتصبح بعد حين جنته الخاصة وملاذه الهادئ بل ومصدر زرق يعيله وعائلته الطيبة.
بين أشجار الكرز والأسكدنيا التي سرقتنا من أنفسنا كان يحدثنا عن تقصير الجهات الرسمية في هذه المنطقة المهمة وبالغة الأهمية، عن صعوبات الاستصلاح و التعمير، عن بيع الاراضي المتلاحق لأصحاب الهويات الزرقاء، عن المستقبل والحاضر والماضي، عن كل شيء، وهناك يطيب لك كل شيء.
الحق يقال أن رأس العين قصّرت كل الجهات الرسمية فيها، ولم تعطها اليسير من حقها في التعمير ودعم المزارعين، لربما كانت الطرق الزراعية هي الشيء الوحيد المنفذ هناك، غير أن ذلك ليس بكاف، فمثلا من غير المنصف أن تُصب كل مشاريع التعمير والاستصلاح للمنطقة الجنوبية ( الوعار ) وتستثنى راس العين _ على وجه الخصوص _ من بعض هذه المشاريع.
قد تكون الأيام والأشهر المقبلة حاملة في طياتها ما هو خير لتلك المنطقة من تسليط للضوء عليها وتقديم بعض المساعدات الزراعية والاستشارية لمزارعيها وتمكينهم من إعمار أراضيهم بأفضل الطرق الممكنة ، فإن كانت وهي بجهود فريدة خالصة بهذه الإطلالة الجميلة فكيف ستكون بجهود أصحابها ودعم المؤسسات الوطنية الرسمية ؟!
ورغم كل ما تقدم، ستبقى شكوك انتقال ملكية الكثير من أراضي راس العين وغيرها من المناطق لأصحاب الهويات الزرقاء تثير مخاوف قد لا يحمد عقباها.
نترككم مع مجموعة صور التقطناها هناك خلال جولتنا بين الاشجار :