كتب الشاعر الفلسطيني ابن قرية قصرة هلال الفارع :
خَمـرةُ الشمسِ لا تزالُ تسيــلُ
في يديْهــا، ولا يــزالُ الأصيـــلُ
وعيـــونُ الخــريفِ في وجنتيهـا
تتهـــاوى… وقـــد تبقّـى القليلُ
ومن الشّــوقِ ماطـــرٌ يتهـــادى
في شِعــابٍ إلى السّمــاءِ دليلُ
فــإذا أولــــمَ الربيــــعُ لجيـــــلٍ
أبدعَ الرّســمَ بالشقائقِ جيــــلُ
دونــكَ السحـــرَ فاغتبـقْ وتعلّلْ
بكـــــؤوسٍ براشفيهـــــا تميــلُ
ليس أشهـى من التمزّقِ عشقًا
غيــرُ كاسٍ يذوبُ فيهـــا العليــلُ
تلك “قُصرى” حكايــةٌ من حريـــرٍ
وبســاطٌ عليـهِ صلّــى النّجيـــلُ
فتنــةُ الكــونِ في ذُراها تصـادَتْ
فإذا العشقُ في السّفوحِ يسيلُ
وإذا الـروحُ في الــدروبِ تنــاجي
كلَّ خطــوٍ سعــى إليــهِ المَقيلُ !
يا خليلـــــيَّ قرّبانــــي قليــــلاً
إنْ تبقّــى على الفـــراقِ خليــلُ
ظامـئٌ والشّتـــاءُ ملءُ عيـــوني
منذُ أدمَــى العيــونَ ذاكَ الرّحيـلُ
لم تعُـــدْ جَــرّةُ الرّبابــةِ تُشجـي
في الروابي، وما تبقّــى صهيــلُ
كلّمــا شــفّ خاطري لمْعُ وَجْــدٍ
وقــف النّفــيُ دونــهُ والدّخيــلُ
كلُّ أرضٍ بلا سمــــاها خــــرابٌ
كلُّ نبـــضٍ بلا هواهـــا قتيـــلُ !