الخميس, مايو 2, 2024
آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار محلية » إعتداءات » احتجاز 17 مستوطنا || قصرة تنتفض في وجه المستوطنين وتلقنهم الدرس الأقسى منذ عقود !!

احتجاز 17 مستوطنا || قصرة تنتفض في وجه المستوطنين وتلقنهم الدرس الأقسى منذ عقود !!


1074495_484039258382398_1293839794_o

أحداث اليوم هي باختصار الحديث والعبارات أحداث بطولية بامتياز، مدعاة للفخر والفرح، مبهجة إلى حد لم يسبق لأهل قصرة أن عاشوه منذ سنين، فاليوم شفت دماء المستعمرين الحاقدين وهي تسيل على تراب قصرة غليل أهل القرية، واليوم ثبت بالوجه القطعيّ أن لا جبروت ولا قوة للمغتصب أمام الحق وأصحابه.

1525518_484026918383632_1076541456_n

حقيقة ما جرى اليوم في قصرة توضيحا وتفصيلا بقلم الصحفي الفلسطيني محمد دراغمة :

فلسطينيون يأسرون 17 مستوطنا بعد مطاردتهم في الحقول والوديان ويسملوهم لضباط الارتباط

” دماء تنزف من الوجوه والرؤوس، بكاء، عويل وعلامات ذعر على وجوه 17 معتقلا مقيدا في مبنى قيد الانشاء على مدخل قرية قريوت جنوب شرق نابلس في الضفة الغربية. لكن المعتقلين هذه المرة ليسوا فلسطينيين، وانما مستوطنون يهود اسرهم سكان قرية قصرة المجاورة خلال مواجهات ومطاردات ساخنة في حقول القرية.
بدأت هذه المواجهة ذات النتيجة الفريدة من نوعها في تاريخ الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي عند العاشرة والنصف صباحا عندما هاجم حوالي ثلاثين مستوطنا مقنعا، قدموا من مستوطنتي “أيش قيدس” و”كيدا”، عددا من الفلاحين في اراضي قرية قصره الزراعية، 27 كيلومتر جنوب شرق نابلس.
شج المستوطنون المسلحون بالعصي والأنابيب المعدنية والسكاكين والحجارة رأس فتى فلسطيني بحجر، ما اثار غضبا عارما بين اهالي القرية الذين سارعوا الى نقل الفتى الى القرية للعلاج، واستدعوا المزيد من السكان عبر الهواتف النقالة. وفي غضون اقل من نصف ساعة كانت سهول القرية مسرحا لمواجهة ساخنة بين عشرات الشبان من جهة والمستوطنين ودوريات الجيش الاسرائيلي التي قدمت الى المكان لحماية المستوطنين من جهة ثانية.
وفيما انشغل الجنود في مواجهات مع عدد من شبان القرية، لاحق عدد آخر من الشبان المستوطنين في الحقول والوديان القريبة، وتمكنوا من محاصرة عشرة منهم في مبنى قيد الانشاء على مدخل قرية قريوت المجاورة. كما واصل عدد آخر من الشبان مطاردة المستوطنين الفارين في الحقول القريبة، وتمكنوا من القاء القبض على سبعة آخرين منهم، فيما فر الباقون الى المستوطنة.
جمع اهالي القرية المستوطنين الـ17 في المبنى قيد الانشاء وقيدوا عددا منهم، ثم فكوا وثاقهم بعد نصائح من كبار القرية الذين قالوا ان معاملة الاسير في الاسلام تقتضي عدم عدم الاساءه اليه. اقترح عدد من الشبان قتل المستوطنين الاسرى، لكن رجال القرية رفضوا ذلك، وقالوا انهم يريدون استجوابهم اولا، ثم تسلميهم الى اسرائيل لايصال رسالة لها بان عليها ان توقف اعتداءاتهم على المواطنين.
وقال امام المسجد زياد عودة (45 عاما): “هدفنا ليس قتلهم وانما ايصال رسالة لهم ولعموم المستوطنين ولدولة اسرائيل بان عليهم ان يوقفوا اعتداءاتهم علينا، والا فان عليهم تحمل عواقب ذلك في المستقبل”.
خاطب احد شبان القرية المستوطنين المنهكين من شدة الضرب الذي تعرضوا له اثناء اسرهم واعتقالهم من قبل اهالي القرية قائلا باللغة العبرية: “انتم الآن بين الحياة والموت، يمكننا قتلكم بسهولة، لكننا نريد ان نعطيكم فرصة للتوقف عن الاعتداء علينا وعلى ارضنا، هذه المرة سنطلق سراحكم، لكن في المرة القادمة لن ينجو اي احد منكم اذا فكر في العودة الى ارضنا”.
صادر اهالي القرية الهواتف النقالة من المستوطنين، وازالوا الاقنعة عن وجوههم، والتقطوا صورا لهم، وبدءوا التحقيق معهم، بعد ان جلبوا لهم الماء والمحارم الورقية لازالة اثار الدماء عن رؤوسهم ووجهوهم. اعترف عدد منهم بالوقوف وراء سلسلة اعتداءات تعرضت لها القرية منها حرق المسجد في العام 2011، واقتلاع اشجار زيتون، واطلاق نار على المزارعين في ارضهم، وترهيب رعاة الاغنام في المراعي، وضرام النار في الحقول.
وفي الاثناء وصلت دورية عسكرية للجيش الاسرائيلي، وطلبت من اهالي القرية تسليمها المستوطنين الاسرى، لكن اهالي القرية رفضوا واصروا على تسليمهم لضباط ارتباط فلسطينيين واسرائيليين. استمر احتجاز المستوطنين لمدة ساعتين، من الثانية عشرة والنصف ظهرا وحتى الثانية والنصف عصرا حيث وصل ضباط امن فلسطينيين واسرائيليين بصورة منفصلة.
اصر اهالي القرية على تسليم المستوطنين فردا فردا الى الضباط الفلسطينيين والاسرائيليين، واثناء عملية التسليم قام عدد من الشبان بضربهم وركلهم والبصق عليهم وتهديهم بالاسوأ في حال عودتهم.
وقرية قصرة واحدة من قرى ريف نابلس شمال الضفة الغربية التي تتعرض لاعتداءات مستمرة من المستوطنين. وروى اهالي القرية عن عشرات الاعتداءات التي تعرضوا لها في السنوات الأخيرة من اطلاق نار، واقتلاع زيتون، وحرق محاصيل. ولا زال ثلاثة من ابناء القرية يعانون اثار اصابات تعرضوا لها برصاص المستوطنين في انحاء مختلفة من اجسادهم في السنوات الثلاث الاخيرة. ومنهم شاب تعرض لاطلاق النار على ساقة، وبعد اصابته قام المستوطنون بضربة بعصا غليظة على الرجل المصابة ما ادى الى كسرها. وما زالت اثار هذه الاصابة ماثلة على رجل هذا الشاب حتى اليوم.
وهذه المرة الاولى التي يتمكن فيها فلسطينيون من اسر مستوطنين في مواجهات من هذا النوع. وعادة ما يكون بعض المستوطنين الذين يهاجمون الفلسطينيين في حقولهم مسلحين باسلحة نارية، لكن هذه المرة لم يحمل اي منهم سلاحا ناريا. وقال احد النشطاء في القرية: “يبدو ان المستوطنين اعتمدوا على الجنود المسلحين لتوفير الحماية لهم كما في الكثير من المرات السابقة، لكن للهجوم الكبير عليهم من قبل العشرات من اهالي القرية اربكهم وشتتهم في الحقول والجبال والوديان”.
ويرجح الكثيرون في هذه القرى ان تشكل نتيجة المواجهة التي وقعت اليوم بين اهالي قرية قصرة والمستوطنين نقطة تحول في الصراع الدائر بين الفلسطينيين والمستوطنين البالغ عددهم نصف مليون مستوطن في المرحلة القادمة. وقال احد المواطنين: “الآن سيدرك كل الناس ان هؤلاء المستوطنين الذين يتسللون تحت جنح الظلام للاعتداء علينا هم ضعفاء، ويمكننا التفوق عليهم، في المرات القادمة لن تكون اعتداءاتهم نزهة، سيلاقون من يتصدى لهم في كل موقع”.

 

عن معاذ طلعت

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.