( الآن أهذي ..! )
الآنَ يَحضُرني البُكاءُ
وليسَ تنْفعُني الحُروفُ مُواسِيةْ ..
***
الآنَ يكبُرُ في المدَى ظِلّي الشَرِيد ُ
ولا أرانِي غيرَ مَذبوحِ الوريد ِ
تَسِيل ُ مِنْ كَنَفِ الخَيالِ حِكَايَتي مُتراميةْ ..
***
الآنَ أسْقطُ في الظّلام ِ
وليسَ يَنشِلني الشّعور ُ
وإنّما،
تهوي بيَ الدّمعاتُ دُون الهاوية ْ..
يصْطادُني الشّكّ المُريبُ
ويـَنزِوي فيّ المكانُ الأسْود ُ
والآنَ يُكمِلني التشَرّدُ دونَ وجْهٍ أسْتـَقيه ِ
أهِيم ُ فيهِ
أذرّهُ روحي فـَتنبُتَ ثـَانِيةْ ..
***
الآنَ أخْترقُ الفـُؤادَ
أشـُدّ منْ أسْرِ الدّماء ِ
أقولُ : صبراً يَا أناي َ
يرُدّني صَوْتي يَقولُ مُجَرَّحا ً :
“إنّ البِدايَةَ والنّهَايةَ زالتَا
والموْطِنُ المرسُومُ أعْيَاه المَدَى …”
وتـَقطّعتْ تِلكَ الحُروفُ
تَدفّقتْ سَيْلَ الزّوالِ دِمَائي َ ..
***
الآنَ تَحتَرقُ الزّنابِق ُ
والرّحيقُ دُخُانُها
يخْطو بِبطْءٍ في السّماءِ العَاليةْ..
تَبْكيهِ حَبّاتُ النّدَى
سَتجِفّ فـَوقَ القلْبِ دُونَ الزّنبقَات ِ
ولنْ تَرَى
سِرْبَ الفـَراشِ مُداعـِباً
بـَعْضاً منَ اليَسْمين ِ أرهَقَها الدّخُان ُ
فأسْلَمت ْ أحْضَانَها للريحِ
حَتّى ،
إنْ تَناثـَرَ ظِلّهُا
سَكـَنتْ حُبيباتَ الثّرى
ذَبْلانةً مـُتفَانِيةْ ..
***
الآن يُصمِتُني عُواءُ الهـَمِّ
آلاماً تـَجُول ُ شَواطـِئَ الذّكـْـرَى
سـَكاكِيناً – كـَما الأفــْكارُ-
يَغْرِسُها التّأمّلُ في الحـَقيقة ِ
والحقيقة ُ أنّ ضَعْفي ذَلَّ
فانْقَضّت ْ طُيورُ الشّؤْمِ تَرْعى ذُلّهُ
وَنَعيقُها يُهدِي الظّلامَ إليَّ
تـَلْتمِسُ الشِّفا؛
يَا ظـُلْمَتي يـَا شَافِيةْ !!
***
الآنَ يُسْعِفُني الرّحِيل ُ
إِلـَى الزّوال ِ مُوَدّعا ً
كُلَّ الدّرُوبِ
ولابِساً كـُلّ الذّنوب ِ
ونَازِعاً عَنيّ غِطـَاءَ المُسْتَحيل ِ
وهَاجِراً ظلّي الشَقيَّ اللاجميل ِ
فيَا مَمات ُ أتيْت ُ خُذْني
والْتَمسْ لي
مَقْعداً فيهِ النّهايَةُ عَاتـِيةْ ..!!
معاذ طلعت حسن